الأحد، 15 أغسطس 2010

ليلى بين الجنة والنار ~لماذا الجنة؟~

سنبدأ بالفصل الأول~
لماذا الجنة..؟؟

ونبدأ بالسبب الأول :

1. منازلنا الأولى :
قال النبي - صلى الله عليه وسلم - : (( كن في الدنيا كأنك غريب أو عابر سبيل ))
فطبيعة الحياة التي أراد النبي -صلى الله عليه وسلم- أن نحياها : حياة الغربة ، فقد كنا نسكن الجنة إلى أن أُخرج منها أبونا آدم عليه السلام إلى هذه الدار ، والطريد من أمثالنا يسعى للرجوع  ويطلب العودة استجابة لدعوة العقلاء والحكماء من أمثال ابن القيم حين نادى :
فحيَّ إلى جنات عدن فإنها   ~~~   ديارنا الأولى وفيها المخيم
ولكننا سبي العدو فهل ترى ~~~   نرد إلى ديـــارنا ونســــــلم

ومن مستلزمات السفر وبديهياته :
أ. الشوق إلى الوطن ~
تشتاق الروح إلى وطنها في الدنيا حين تقاسي الغربة بحثاً عن رزق أو طلباً للعلم ، وكثيراً ما تكون بلاد الغربة أجمل من الوطن وأطيب منه وأكثر رفاهية وترفاً ومع ذلك  تحن النفس إلى الوطن الأول على فقره وبساطته ، فكيف بحنينها إلى الوطن الذي فراقها له عذابها وآلامها وحسرتها التي لا تنقضي؟!

كم منزل في الأرض يألفه الفتى ~~ وحنينه أبداً لأول منزل

وكيف إذا كان هذا الوطن أروع وأجمل وأعلى وأغلى الشبر فيه يعدل الدنيا بأسرها بل أحلى !
(( موضع سوط  في الجنة خير من الدنيا وما فيها ))

أتدرون لماذا خص النبي السوط بالذكر؟
لأن من شأن الفارس إذا أراد النزول في منزل أن يلقي سوطه قبل نزوله إعلاماً بقدومه ، فإذا كان مجرد موضع السوط من الجنة خير من الدنيا وما فيها ! وأنت لم تنزل بعد عن راحلتك إلى الجنة فكيف إذا نزلت فيها وأقمت ..؟؟

لذا يسعى أي غريب دنيوي حثيثاً في العمل الشاق ويصل الليل بالنهار ويعانق التعب ويخاصم الراحة ليرجع إلى أهله وأرضه في أسرع فرصة لسان حاله : أسمى أمنية لي أن أعود وبأي ثمن ومسافر الآخرة أولى بذلك لا يطيق اللبث بالدنيا والبعد على الجنة. قال إبراهيم بن أدهم : (( نحن نسل من نسل الجنة سبانا إبليس منها بالمعصية وحقيق على المسبي ألا يهنئ بعيشه حتى يرجع إلى وطنه ))

ونكمل لاحقاً~
تاابعونـا

0 التعليقات:

إرسال تعليق