الجمعة، 13 أغسطس 2010

يا أيها الذين آمنوا...)

بسم الله الرحمن الرحيم
وسنعيش في ظلال الآيات خلال شهر رمضان .. نلتمس العبرة والإعجاز ..
ونبدأ بأول آيااتنا ..

(( يا أيها الذين آمنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون ))

يقول سيد قطب في كتابه ~ في ظلال القرآن~ :
ولقد كان من الطبيعي أن يُفرض الصوم على الأمة التي يفرض غليها الجهاد في سبيل الله ، لتقرير منهجه في الأرض ، وللقوامة به على البشرية ، وللشهادة على الناس ، فالصوم هو مجال تقرير الإرادة العازمة الجازمة ، ومجال اتصال الإنسان بربه اتصال طاعة وانقياد ، كما أنه مجال الاستعلاء على ضرورات الجسد كلها ، واحتمال ضغطها وثقلها إيثاراً لما عند الله من الرضى والمتاع .

وهذه كلها عناصر لازمة في إعداد النفوس لاحتمال مشقات الطريق المفروش بالعقبات والأشواك ؛ والذي تتناثر على جوانبه الرغبات والشهوات ؛ والذي تهتف بالسالكيه آلاف المغريات !

يبدأ التكليف بذلك النداء الحبيب إلى المؤمنين المذكر لهم بحقيقتهم الأصيلة ؛ ثم يقرر لهم - بعد ندائهم ذلك النداء- أن الصوم فريضة قديمة على المؤمنين بالله في كل دين ، وأن الغاية الأولى هي أعداد قلوبهم للتقوى والشفافية والحساسية والخشية من الله .

وهكذا تبرز الغاية الكبيرة من الصوم .. إنها التقوى .. فالتقوى هي التي تستيقظ في القلوب وهي تؤدي الفريضة طاعة لله وإيثاراً لرضاه . والتقوى هي التي تحرس هذه القلوب من إفساد الصوم بالمعصية ولو تلك التي تهجس في البال والمخاطبون بهذا القرآن يعلمون مقام التقوى عند الله ووزنها في ميزانه .
فهي غاية تتطلع إليها أرواحهم وهذا الصوم أداة من أدواتها ، وطريق موصل إليها ومن ثم  يرفعها السياق أمام عيونهم هدفاً وضيئاً يتجهون إليه عن طريق الصيام .. (( لعلكم تتقون ))
~~


2 التعليقات:

حمزة أبوالهيجاء يقول...

سبحان الله فرمضان مدرسة الثلاثين يوما ، يدرس فيها الأمؤمن كيف يعد نفسه إعدادا إيمانيا يبلغه منزلة المتقين فيمتنع عن الشهوات لأجل الله ويصبر على الحر لأجل الله ولا يؤذي الىخرين لأجل الله
فترتفع درجاته الإيمانية ويرتقي في المنازل ويقترب أكثر فأكثر من خالق البشرية

مؤمنة من جند أحمد يقول...

صدقت أخي الكريم ..
حياكم وبارك فيكم ...

إرسال تعليق