
تعيش في بيتها المظلم ، تعيش في حنايا الكون ،لقد قدر لها أن تعيش في هذا الزمان وحيدةً
مع أنها بين أهلها .. ومع ذلك فإن الأوهام تحاصرها من كل ناحيةٍ في كل زمان و مكان ، لا
تدري اهي فعلاً من هذا الكون أم انها غريبةٌ عنه .. الأسئلة تحاصرها من كل مكان ،
ومناظر الدم و القتل و هدم البيوت ، لا تعرف سواها لا تعرف سوى منظر الأب الذي يقتل و
الابن الذي يعتقل ، لا تعرف ما هذا الزمان و لما هي فيه.
جهاد هذه الفتاة الصغيرة التي لم يتجاوز عمرها السابعة ،لكنها ذاقت و عرفت من هموم
الحياة ما لم يذقه رجلٌ في السبعين من عمره .. علمتها شدة الحياة القسوة ، علمتها أن تعيش
لغيرها لا لنفسها لأن الإنسان حين يعيش لغيره يذوق حلاوة الحياة، وخصوصاً عندما يكون
غيره هو ابن وطنه و أوطنه نفسه.
تجلس جهاد وحيدةً مع نفسها ، تفكر بأرضها ، تفكر بمسجدها الذي سلب منها هذا المسجد
تجلس جهاد وحيدةً مع نفسها ، تفكر بأرضها ، تفكر بمسجدها الذي سلب منها هذا المسجد
الذي حرمت من زيارته .. تذهب إلى جدها تجلس صامتةً تحدق في وجهه و تقول يا الله كم
أشتاق للمسجد الأقصى ثم تخاطب جدها قائلة :
_ جدي أيمكنني زيارة المسجد الأقصى؟
ينظر إليها جدها نظرة دهشةٍ و تعجب يخاطب نفسه قائلاً: أيعقل أن هذه جهاد التي لم
تتجاوز سبع سنوات ؟ يا إلهي ! كيف تفتحت على هذه الحياة بهذه السرعة ثم يرد عليها قائلاً :
_ ولماذا هذا السؤال با ابنتي؟
_ اشتقت إليه اشتقت إليه يا جدي ، اشتقت إلى هذا المسجد المبارك لم تروني القراءة عنه ،
لم تروني صوره في الأخبار ، شيءٌ ما في داخلي يشدني إليه أريد رؤيته ، أريد رؤيته يا جدي.
_ ولماذا كل هذا الشوق يا ابنتي؟
_ أحبه يا جدي، أحب ذرات ترابه أحب كل جزءٍ منه عدني بأن تأخذني إليه يا جدي عدني أرجوك.
_ ولكن المكان هناك خطر ، جنود الاحتلال يملؤون المكان هناك ، وفتية الإنتفاضة يدافعون عن مسجدهم ، أخاف عليك أخاف عليك يا ابنتي !
_ و لماذا هذا الخوف يا جدي؟ أريد الذهاب فطرتي ينقصها شيءٌ ، أحس بأن شيئاً سيتفجر بداخلي إذا لم أذهب !! خذني إلى هناك أرجوك؟!
_ حسناً يا ابنتي سآخذك إلى هناك
_ و لكن متى ؟ متى ياجدي ، متى هذا اللقاء؟ متى سأروي شوقي الذي بداخلي؟ متى سيتحقق حلمي ؟ أرجوك أخبرني يا جدي ، أرجوك؟
_ غداً إن شاء الله يا ابنتي .
تنام جهاد تحلم بالمسجد الأقصى، تنام وهي تحلم برؤية مسجدها المبارك، الذي اشتاقت إليه
تنام جهاد تحلم بالمسجد الأقصى، تنام وهي تحلم برؤية مسجدها المبارك، الذي اشتاقت إليه
شوقاً أدمى قلبها.
وفي الصباح الباكر استيقظت جهاد مع آذان الفجر ، صلت الفجر و دعت ربها يأن يسهل
وفي الصباح الباكر استيقظت جهاد مع آذان الفجر ، صلت الفجر و دعت ربها يأن يسهل
الطريق عليهم .. الفرحة تملأ قلبها ، قلبها الحزين الذي لم يشعر بالفرح منذ زمنٍ بعيد، يا
الله !! كم هي فرحةٌ كبيرةٌ أن يشعر الإنسان بأنه ذاهبٌ إلى مسجدٍ أحبه ، هذا المسجد الذي
هو بمثابة القلب لدى جهاد يضخ الدم لشراينيها حتى تتمكن من العيش.
تسير مع جدها و الفرح يملأ قلبها تتخيل المسجد بعقلها ، تتخيل ساحاته أمامها ، وهي تسرع
و تزيد سرعتها عندما تتذكره و تتذكر ساحاته أمامها ، جدها الكهل الكبير في السن يرهقه
التعب و لكنه يسرع حين يتذكر أن الأمر الذي يسعى إليه سيكون سبباً في فرح حفيدته
الصغيرة .
يواجهون الصعوبات ، يتعرض لهم الجيش الإسرائيلي ، ومع ذلك يقاوامون و يصرون على
يواجهون الصعوبات ، يتعرض لهم الجيش الإسرائيلي ، ومع ذلك يقاوامون و يصرون على
الذهاب ، يشتمهم المستوطنون ، يهزءون منهم ومع ذلك يحثون الخطى و تزيد همته للذهاب
و رؤية هذا المسجد المبارك.
وصلو إلى الحلم الأكبر، هذا الحلم الذي لم يهدأ قلب جهادٍ حتى تحقق ، يا الله!! كم هي فرحةٌ
وصلو إلى الحلم الأكبر، هذا الحلم الذي لم يهدأ قلب جهادٍ حتى تحقق ، يا الله!! كم هي فرحةٌ
كبيرة أن يحس المرء أنه حصل على ما يريد .. حقق حلمه الذي حلم به لمدةٍ طويلة.
تتجول هي وجدها في ساحات المسجد الأقصى تتأمله، وجدها يشرح لها عنه وعن كل جزءٍ
تتجول هي وجدها في ساحات المسجد الأقصى تتأمله، وجدها يشرح لها عنه وعن كل جزءٍ
فيه، وبينما هم يتجولون و إذا بأحد المستوطنين يتعرض لجدها يمسكه من رقبته يشد عليه
قائلاً : عربي حقير ، يشتمه جدها ، ولكنه يزيد عناداً و عنفاً بالضغط على جدها ، يراه أحد
فتية الانتفاضة ينتفض لمثل هذا الموقف ، شيخٌ كبير ماذا يريدون منه ؟ يهجم الفتى على
المستوطن يشبعه ضرباً فيراه الجيش الإسرائيلي الذي يأتي مسرعاً لإنقاذ الجندي و اعتقال
الشاب الذي دافع عن جدٍ من أجداده في هذا الوطن.
تدخل جهاد المسجد مع جدها و منظر المستوطن ما زال عالقاً في ذهنها .. الأسئلة تدور في
تدخل جهاد المسجد مع جدها و منظر المستوطن ما زال عالقاً في ذهنها .. الأسئلة تدور في
رأسها محاولة إيجاد جوابٍ لها ، لا تدري لماذا يتعرضون لنا ، هذه أرضنا و هذه بلادنا ،
لماذا يأخذونها منا ؟ لماذا يمنعوننا من التجوال فيها كما نشاء؟! قتلٌ جرحٌ تدمير.. لماذا؟ لماذا
هذا الظلم ؟ ألأننا عرب أم لأننا مسلمون. ما الذنب الذي اقترفناه حتى نمنع من أرضنا و
عزنا و مالنا ؟ ما هذا الذنب العظيم ؟ هل سنبقى أسرى لهذا الجيش الذي لا يعرف الرحمة؟
ولكن لا !! سأبدأ بخطوةٍ عمليةٍ مع نفسي،سأصرخ في ضمير الأمة ... سأناشد أهلي و
ولكن لا !! سأبدأ بخطوةٍ عمليةٍ مع نفسي،سأصرخ في ضمير الأمة ... سأناشد أهلي و
جيراني، سأعلي كلمة الحق التي لا بد أن تصدح، سأستنجد بإخواني المسلمين في مشارق
الأرض و مغاربها ، سأدعوهم إلى تحرير المسجد الأقصى ، هذا المسجد الذي هو أولى
القبلتين و ثالث الحرمين الشريفين ، سأدعوهم إلى أن يجعلوا مسرى الحبيب المصطفى هماً
لا يرتاحون حتى يخرجوا هؤلاء القردة الخنازير منه سأصرخ بأعلى صوتٍ و أنادي :
أن المسجد الأقصى لنا ، و سيبقى لنا ، و سنعيده بهمتنا و سواعدنا القوية الباسلة .. إن شاء
الله تعالى.


0 التعليقات:
إرسال تعليق