الخميس، 30 يوليو 2009

حبر و الم ،،
كتابة ،،
مؤمنة من جند أحمد
في أوج اشتعال تلك المشاعر الجياشة المتخمة بالآلام ، أجلس وحيدة أتفكر في هذا الكون الواسع ، أتأمله والألم يزداد في داخلي عندما أتذكر تلك البقعة من هذا الكون، تزداد الآلام في صدري ، والضيق يثقلني ، و لا أجد أمامي سوى ذلك القلم و الأوراق المبعثرة بالقرب منه أمسكه و قلبي يعتصر حرقة و ألما أمسكه لأفرغ ما في داخلي على تلك الأوراق المبعثرة .
جلست أكتب و أكتب .. و تتيه الكلمات وتتبعثر .. ولكن لازال ذلك القمر يتحرك و يرخج آلام الشوق من داخلي و كأنه هو الطبيب الشافي الذي سيخرج تلك الآلام التي لا تنتهي.. و فجأة !! و أثناء خوضي في الكتابة توقف القلم عاجزاً عن أتمام كتابة تلك الكلمة .. أشد عليه .. أحاول ولكن لا جدوى النتيجة واحدة .. لم تكتب الكلمة .. تعجبت لماذا توقف القلم هنا بالذات .. و أثناء تلك الحيرة .. سمعت صوت أنين شديد .. بحثت و أنا مذعورة عن مصدر الصوت و لكن دون جدوى .. و فجأة نظرت إلى قلمي .. وإذا به يتحرك !! رجعت إلى الخلف و قلبي يكاد يسقط من الخوف .. وفجأة سمعت ..
· لا تخافي يا عزيزتي انا صديقك القلم ..
· قلت له : هل أنت من تتدحث فعلاً؟؟ لا بد أنني في حلم
· القلم : لا يا عزيزتي أنت في الواقع المرير امتزج حبري مع آلامك المحرقة .. فلم أتحمل و بدأت بالأنين الذي لن ينتهي مع هذا الواقع
· زاد تعجبي وقلت : أنت تشعر؟؟ لا لقد ازداد يقيني بأني في حلم
· ازداد أنين القلم : حتى هنا أجد الأحلام حتى عندك يا غاليتي .. كلا لا تكوني مثل أؤلئك الذين يحلمون دوماً أنتِ لستِ في حلم أنا القلم الذي يحدثك .. ألم تنته أحلام العرب بعد؟؟
· تيقنت بعد سماعي لتلك الكلمات أن القلم من يحدثني فعلاً أخذته و ضممته إلى صدري وقلت : آه كم أحبك يا قلمي العزيز فعلا أنت خير رفيق لي .. و لكن أخبرني لماذا توقفت عاجزاً عن كتابة تلك الكلمة بالذات ؟؟ ما السبب في ذلك يا عزيزي؟؟
· يتأوه القلم وهو يعتصر من الحرقة ويخاطبني قائلاً : ألم تعلمي ما السبب بعد ؟؟ ألم تبحثي في خبايا تلك الكلمة العجيبة التي تجمد حبري عن كتابتها ؟ أم ترجعي بأحرفها إلى الماضي و تعلمي ؟ آه يا عزيزتي لقد تجمد حبري خجلاً أمام كلمات العشق التي خرجت منك إلى تلك الكلمة .. فلسطين تلك الكلمة التي العجيبة التي رأيت منك عشقاً لا ينتهي لها .. لقد جربت الكثير الكثير و كتب بحبري كلمات لا تنتهي من كلمات العشق .. ولكن لم أعهد مثل كلماتك و عشقك و هيامك .. فقد وصفتي أرضك بوصف يعجز حبري عن إتمام كلماته و أعجز أنا عن الحكرة حينما أسمع تلك الألسن التي تتحرك بكلمات تشعرني بأنك ما زلت بعيدة عن أرضك في هذا الواقع المرير .. تلك الكلمات التي عهدناها من ألسن لم تذق عشق الوطن .. بل باعته .. تركته ولا أدري لماذا؟ أنا القلم الذي لم أزر فلسطين من قبل أشعر بالحنين أنا القلم الذي لست من فلسطين أشعر بالحنين فكيف بك أنت يا من تكون فلسطين أمك و أصلك .. فكيف بك انت يا من تسمعين تلك الكلمات التي تبعدك عن عشقك الأول والأخير كيف ؟
يعود القلم للأنين و دون أن أشعر وجدت عبراتي الساخنة تنساب على وجنتي و أشارك قلمي الأنين كالطفل الصغير فعلا لقد حركت فيَّ كلماته كل المشاعر الجياشة التي لا نهاية لها ..
أخاطبه و دموعي تنساب دون توقف لا أتمالك نفسي و أقول :
· لقد فتحت علي جرحاً لم أجد ضماداً له بعد .. ضماده اختفى بين تلك الضمائر الميتة ..و ما زال موعد شفاء جرحي يبعد يوماً بعد يوم و يزداد توالي الكلمات التي لا تعدني بسوى البعد عن حبيبتي ..لم أجد الشفاء في هذا الزمن الذي يخلو من الفاتح الحقيقي الذي سيكون أمل الأمة فعلاً .. آه يا قملي آه .. و أعود للبكاء دون توقف .. ويشاركني قلمي الأنين أرفع رأسي و أقول :
· ومع ذلك ومع البعد فسأبقى شامخة رافعة الهامة لن أرضى بالذل أبداً .. لن أبيع و أشتري .. أرضي أغلى من أن تباع وتشترى .. أرضي لا تساوي الملايين و لا المليارات أرضي هي حياتي كلها ولن أتخلى عنها مهما حييت ..
· القلم : ليت كل الضمائر تصحو وتعود للتفكير بما تفكرين فيه .. كل منهم يغوص في حلم السلام على أمل أن نجده ..
· تظهر علامات الغضب على وجهي و أخاطب قلمي الحبيب : سلام!! حتى أنت تتكلم بالسلام ؟؟ لن يكون لي سلام مع هذا العدو الغاصب ... السلام معه أوهام .. خداع .. لن أرضى بحقي ناقصا ولو شبرا وحدا .. لن أفرط ولا بجزء من أرضي .. أرضي كلها لي .. نعم لي أنا ولأهلي .. لن أفرط بشبر منك يا أرضي لو قطعوني لو أعدموني فأنت لي ..
· يبتسم القلم ابتسامة عريضة بتعث فيَّ الأمل .. و يقول : لا تخافي يا عزيزتي .. ستعودين يوماً .. نعم لا بد من العودة عاجلاً أم آجلاً .. ولكن دورك في العودة كبير وربما يكون ابنك هو الفاتح المنتظر ..
· تتعالى ضحكاتي مع سماع كلماته و أخاطبه : ابني أنا الفاتح؟!
· قال : ولم لا أتسخرين من كلامي أم ماذا؟
· قلت : كلا يا عزيزي ولكن اليأس المعشش في داخلي هو الذي دفعني لقول ذلك ..
· قال : ومن اليأس ستكون المشكلة .. لا يكف غاليتي أن نلحم بالعودة فقط .. العمل هو الوسيلة الوحيدة للعودة .. و اليأس هو العدو اللدود للعودة يا حبيبتي ..
· يشرق الأمل في قلبي وترتسم البسمة على شفتي ..  أخاطب قلمي الحبيب قائلة : أعلم .. أعلم فلكل منا مسؤولية .. ولكل منا دور هو مسؤول عنه .. حتى أنت يا قلمي لك دورك .. J
· يبتسم قائلاً : أنا؟!
· قلت : نعم .. فبك أجاهد الآن و أنت وسيلتي الوحيدة للجهاد .. جهاد القلم .. J
· يضحك و أضحك معه .. و يشرق الأمل في حياتي من جديد .. نسير بخطوات واثقة بالله تدفعنا للعمل ونشر الوعي الذي سيعيدنا إليك يوماً يا أرضنا .. أسير في هذه الحياة و قلمي معي ..لن نفارق بعضنا .. نجدد النية يوماً بعد يوم و سيظل أملنا بالعودة قائماً إلى يوم الدين ..

5 التعليقات:

غير معرف يقول...

رااااااااااااائع جــداً ...

زهر الياسمين يقول...

آآه ..ما أجملها من كلمات تعبر عما يجول به الفؤاد شوقا وحنينا لها
آآآه كم يشتعل القلب حرقة وزادته تلك الكلمات التي خطتها يداكي ..
سنعود ..حتما عاائدون يوما ..عاائدون

مبدعه كما عهدتك دائما وهنئيا لفلسطين لانك من أبنائها ..
ننتظر المزيد المزيد من ابداعاتك

مؤمنة من جند أحمد يقول...

حياااكم ،،
حيااك أختي زهر ،، هنيئاً لفلسطين بك ،،انت ،،
أشكرك جدا جدا على مؤزارتي ،،

Hu$aM Al-DeeN يقول...

ما شاء الله
الله يبارك في جهودك اختي

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

Hu$aM Al-DeeN

مؤمنة من جند أحمد يقول...

حيااااكم الباري أخي الكريم ،،
:)
أشكركم للمرور ،،

إرسال تعليق